ما هو
رصد الأرض؟
يتم رصد الأرض عن طريق استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد لمراقبة مساحات شاسعة من اليابسة و البحار و الغلاف الجوي، و يمكن فهم البيانات و الصور التي يمكن الحصول عليها من خلال أقمار الرصد الاصطناعية على أنها بيانات عن الأرض و الكواكب الأخرى في الفضاء و يتم الحصول عليها عن طريق أقمار اصطناعية مخصصة صنعت و أرسلت إلى مداراتها من قبل الإنسان، و يبقى رصد و مراقبة الأرض هو الاستخدام الأكثر شيوعا لهذه البيانات حيث يمكن من خلالها الحصول على معلومات قيمة بخصوص تغير سطح الأرض و مناخها.
أصبح الحصول على هذه البيانات متوفرا بدقة عالية و سهولة أكبر و ذلك باستغلال التطورات الكبيرة في تقنيات الاستشعار عن بعد ، و إحدى هذه التقنيات هي تقنية الرادار ذو الفتحة التركيبة (SAR) التي سمحت بالحصول على كم هائل من البيانات الموثوقة في الزمن المناسب و التي بالإمكان لكل من الحكومات و المنظمات استغلالها في العديد من التطبيقات في البر و البحر لتطوير خدماتها و توفير حياة أفضل للإنسان على الأرض.
البيانات الموثوقة عن سطح الأرض بشكلها التراكمي تساعد على فهم التطورات على المدى البعيد و تساهم في التنبؤ و القيام بأعمال استباقية لتفادي أي كوارث محتملة. تعتمد مراقبة الأرض من خلال الأقمار الاصطناعية على استخدام حمولاتها الموجودة على متنها و التي تجمع و ترسل الصور و البيانات الأخرى عن خصائص الأرض. عادة ما يتم إطلاق الأقمار الاصطناعية لرصد الأرض على مدارات منخفضة الارتفاع نسبيا (600-800 كم من سطح البحر) لتتمكن من تنفيذ مهام التصوير الخاصة بها.
الفرق الجوهري بين
تقنيات رصد الأرض
يكمن الفرق الجوهري بين تقنيات رصد الأرض فيما إذا كان جمع البيانات عن طريق نظام استشعار خامل أو نشط. ففي نظام الاستشعار الخامل تقوم حمولة القمر الاصطناعي بمراقبة الطاقة الشمسية المنعكسة و المعاد انبعاثها إلى الفضاء عن طريق سطح الأرض أو الغلاف الجوي و بذلك فهذا النظام يحتاج إلى مصدر ضوء كالشمس مثلا لكي يعمل و هو يحاكي عمل العين البشرية تماما ، و يعمل بهذا النظام الكثير من الأقمار الاصطناعية و التي تقوم بالتصوير الضوئي. أما بالنسبة لنظام الاستشعار النشط فتقوم حمولة القمر الاصطناعي بإطلاق مقدار من الطاقة إلى سطح الأرض و من ثم قياس الطاقة المرتدة منها و مدى التشوهات التي حصلت فيها ، و بذلك فهذا النظام مستقل بذاته و بإمكانه العمل في جميع الظروف و الأوقات بغض النظر عن توفر ضوء الشمس من عدمه و بإمكانه أيضا التغلغل من خلال الغيوم و تصوير ما تحتها ، و يعمل بهذا النظام أقمار رادار الفتحة التركيبة SAR.
رؤية المستقبل
رادار الفتحة التركيبة SAR
تتيح أقمار SAR الحصول على الصور أثناء الليل و النهار على حد سواء و يمكن لها أن تخترق السحب و توفر البيانات في جميع الظروف المناخية بما في ذلك الأمطار و الغبار حيث يحمل نظام الاستشعار مصدر الإشعاع الخاص به
نعني بـ “الفتحة التركيبية” تحريك أداة استشعار صغيرة فوق منطقة شاسعة لتقوم بجمع بياناتها بشكل تراكمي بدلا من امتلاك أداة واحدة كبيرة يصعب صنعها و نقلها لتقوم بنفس العمل و بذات الدقة في مرة واحدة. لتحقيق هذه الحركة فغالبا ما يتم تثبيت مستشعرات SAR على الأقمار الاصطناعية و الطائرات مما يتيح لها تغطية مساحات كبيرة في وقت قصير. تعمل أنظمة SAR في النطاق المايكروويفي من الطيف الترددي الكهرومغناطيسي و تقوم بقياس استجابة الموجة الدقيقة لسطح الأرض باستخدام استقطابات متعددة. أيضًا، فإن لاختلاف طبيعة الأسطح التي يتم مراقبتها بهذه التقنية أثرا على قيمة الموجة المرتدة منها و بذلك يمكن رسم صور الأهداف على سطح الأرض فعادة ما يكون الانعكاس من الأسطح غير منتظمًا نظرا لاختلاف نسيج و بنية الأجسام و مدى تفاعلها مع الطول الموجي الساقط عليها من الإشعاع الراديوي ، فمن الممكن أن يتراوح الانعكاس ما بين أن يكون انعكاسا كاملا للموجة في الأسطح الملساء كما في المرآة و تظهر باللون الأسود في صور SAR لأن الموجة المرتدة لا تعود إلى الهوائي أبدًا ، إلى انعكاس منتشر و متشتت في الأسطح الأخشن.